الاثنين، 5 أكتوبر 2009

شيعة غينيا







بسم الله الرحمن الرحيم

شيعة غينيا

منقول عن الدكتور الشيخ سجاد الشمري

غينيا تقع في غرب افريقيا، يحدها غرباً المحيط الاطلسي وشمالا غينيا بيساو والسنغال وشرقاً مالي وجنوباً سيراليون وليبيريا.عاصمتها كوناكري، يقدر السكان فيها بعشرة ملايين شخص، واللغة الرسمية هي الفرنسية مع وجود الكثير من اللغات المحلية، فلكل قومية وطائفة لغة خاصة بها منها الفولانية والمليكية والسوسوية والكيسوية والبرسوية والتوموية، اما الحكومة التي تدير البلاد فجمهورية علمانية، والدين الاسلامي هو السائد بين سكان غينيا باستثناء نسبة تقدر بـ10% من المسيح والوثنيين.دخل الاسلام الى هذه البلاد عن طريق شعب الماندنجو العاملون بالزراعة من الشرق وكذلك الرعاة ذوو الاصول المغربية في الشمال الشرقي ـ أي من جهة دلتا النيجر ـ واستقروا في هضبة فوتا جالون.كانت غينيا في اواسط االقرن التاسع عشر امبراطورية اسلامية قوية سقطت بمجيء الاستعمار الفرنسي، وبمساعيه المحمومة أنتشرت النصرانية الكاثوليكية بشكل محدود في البلاد، وفي عام 1958م استقلت غينيا نهائياً عن فرنسا.اما المذاهب التي يعتنقها المسلمون هناك فهي المالكية ـ وهم الاغلبية ـ مع وجود الحنبلية والشافعية والحنفية والزيدية والشيعة، ومن الطرق الصوفية التي لها رواج واسع في غينيا هي الطريقة التيجانية.تقدر نسبة الشيعة بحدود 5% من السكان، ويتواجدون في مناطق عديدة من البلاد منها العاصمة كوناكري وگيكدو (غيكدو) ولابي وزيريكورة وفوتا جالون وپيتا وتيلي ميله ودلاباومامو. وللمذهب الجعفري وجود قديم في غينيا، ففي القرن الحادي عشر الميلادي كانت هناك توجد طائفة تسمى بـ (حبوبي) معروفة بحب أهل البيت (عليهم السلام) واندرست آثارها، إلا ان جذور هذا المذهب احتيت من جديد بقدوم التجار اللبنانيين الى هذا البلد، ونمت شجرة التشيع بشكل أكبر عام 1987 على ايدي الطلبة الغينيين الذين درسوا وتعلموا مباديء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في سيراليون وسوريا وايران.وللشيعة اليوم في غينيا مراكز عديدة منها، جمعية أهل البيت (عليهم السلام) وفيها مدرسة الثقلين، ومركز الزهراء (عليها السلام)، ومدرسة محمد رمضان في العاصمة كوناكري، ومركز حمد الله وفيه حوزة دينية، ومدرسة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) في گيكدو، ومدرسة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في پيتا، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام في كالبيز. ويبلغ عدد الطلبة الذين يدرسون في هذه المدارس والمراكز 600 طالب بالاضافة الى العشرات من الطلبة الذين يدرسون خارج غينيا وبالخصوص في ايران ولبنان وسوريا.كما أن للشيعة في غينيا مساجد وحسينيات خاصة بهم يقيمون فيها نشاطاتهم، وأهمها القاء المحاضرات ونشر الكتب والتبليغ بكل صوره، كما تعقد مناظرات وحوارات مع أهل االسنة في المركز الثقافي الديني الذي أسسه علماء المذاهب المختلفة الواقع في مكان يدعى (بيسيا).وينتشر التشيع اليوم بسرعة كبيرة ، لاسيما في أوساط الشباب الجامعي والشخصيات المثقفة، ففي غينيا ثلاثة وزراء متشيعون: هم وزير المواصلات ووزير الداخلية ووزير التعليم العالي. ويمكن حصر اسباب اعتناق المذهب الجعفري والاستبصار بين الشعب الغيني بحب اهل السنة المتصوفة من أتباع الطريقة التيجانية الذين يكنون حباً كبيراً لأهل البيت (عليهم السلام)، وبالكتب التي كتبها المستبصرون، بالاضافة الى العمل التبليغي للمبلغين الموجودين في البلاد.
والحمد لله .......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق